
تكمُنُ مشكلة الإنسانُ الأساسيّة مع السعادة التي يُعانيها منذ الأزل بكونه لا يعلمُ أدوات تحقيقها، فيُحاول أن يُجرّب المادّة والأمور الماديّة الملموسة ليَصل للسعادة فتجده لا يصل،[٢] فما هي السعادة؟ وأين تكمن؟ وهل هي قرارٌ أم قدرٌ محتوم؟ وما نظرة الإسلام لها؟
السعادة هي الشعور بأن القوة تزيد، وبأنه تم التغلب على المقاومة. (نيتشه)
عدم ربط السعادة بالنجاح في تحقيق الأهداف؛ إذ تؤكد الدراسات أن النجاح قد لا يصاحبه "الشعور بالسعادة"، إلا أن الإيجابية تؤدي إلى الشعور بالسعادة، والسعادة تولد النجاح.
التمتع بنظرة إيجابية واستخدام التفكير المتفائل أفضل طريقة لجذب المزيد من السعادة (شترستوك)
ينبغي على كل شخص أن يتمتّع بالقدرة على التحكم في تفكيره أي أن يتجنّب التفكير في تلك الأشياء التي تثير مشاعر السوء بداخله، وأن يعتمد بشكل أساسي على التفكير الإيجابي الذي يجعله ينظر إلى الجانب المشرق والذي يساعده أيضًا على التفكير بمرونة وإيجاد الحلول لكل المشاكل التي تعترضه، باختصار إنّ التفكير الإيجابي يجعل الحياة أكثر سهولة وأكثر سعادة، فاحرص على الاعتماد عليه في كل الأمور التي تواجهك.
تناولت الفلسفة مفهوم السعادة بشكل أوسع، فقد تعمقت في البحث عن المعنى الحقيقي للسعادة والطرائق التي تساعد الفرد على الوصول إلى السعادة الدائمة، ففي الفلسفة اليونانية توصلوا إلى أنَّ السعادة مرتبطة بمفهوم الحياة الجيدة "اليورويا"، وهو المفهوم الذي يدل على حالة التوازن والانسجام بين الجسد والعقل وروح الإنسان، فمثلاً بالنسبة إلى أرسطو وأفلاطون فقد كانت السعادة هي تحقيق العدالة والفضيلة والحكمة في الحياة.
إنّ اللذة والسعادة عند بني آدم هي معرفة الله عز وجل. (الإمام الغزالي)
وهذا يؤكد أن الإنسان صاحب القرار في تغيير مستوى السعادة إلى مستوى أفضل، فالسعادة صناعة فردية ليست مستحيلة، لكن تصوراتنا الخيالية عن مفهوم السعادة، وربطها بالأشخاص والحصول على الأشياء، بالإضافة لعدم الشعور بالرضا عن ما نمتلكه وما حققناه، يجعل الشعور بالسعادة مرتبطا بالحصول على ما نصبو إليه.
القرآن الدروس المرئيات الفتاوى الاستشارات المقالات الإضاءات الكتب الكتب المسموعة الأناشيد المقولات التصميمات ركن الأخوات العلماء والدعاة اتصل بنا
ولكن في الوقت ذاته ليس حرمان؛ بل هو اقتناء كل ما يلبِّي احتياجاتك ويجعل حياتك أسهل، ويتم ذلك من خلال التمييز بين الأشياء الضرورية والأشياء الزائدة التي لا ينفع وجودها ولا يضر.
لا تتعلق السعادة بالعلاقات الاجتماعية وتطوير الذات فحسب، بل يُعتبر الرضا الوظيفي أحد أركان السعادة الأساسية، فحينما تكون راضٍ عن عملك ومؤمن بمبادئ الشركة التي تعمل بها أو الأشخاص الذين تعمل معهم؛ فذلك يجعلك أكثر ارتياحياً من الناحية النفسية والجسدية ويؤثر بشكل مباشر على صفاء مزاجك وسعادتك، لذا احرص على انتقاء العمل الذي تجد فيه راحتك النفسية وتطلق العنان لمهاراتك بأريحية.
تحقيق الأهداف المهنية وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
تناوَل وجبتك، ثمَّ فكِّر بروتين لما تبقَّى من يومك واحرص على أن تكون نشاطات المساء مهدِّئة وخصيصاً قبل النوم، كأن تقرأ أو تستمع للموسيقى وتمارس تمرينات تمدُّد لتحظى بنوم عميق.
الاحتفاظ بصور فوتوغيرافية للحظات السعيدة في الحياة، والنظر كل ما تريد معرفته إليها من وقت لآخر.